آخر الأخبار

موقع أحداث اليوم الإخباري

السبت، 17 أغسطس 2019

رئيس اتحاد الاعلاميين اليمنيين يكتب حول الاحداث الاخيرة في عدن ..




بقلم - عبدالله علي صبري- رئيس اتحاد الاعلاميين اليمنيين
ما يحدث في عدن ترتيب سعودي اماراتي باتجاه فصل جنوب اليمن رسميا من خلال ادوات محلية استخدمتها الامارات ودعمتها منذ اربعة اعوام تحت مسمى الحزام الأمني لمحافظة عدن وهو الجناح العسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك، هذا بالمجمل.
وفي التفصيل، فما إن بدأت التسريبات عن الانسحاب الاماراتي العسكري من اليمن حتى بدأت أدوات العدوان والاحتلال من المرتزقة المحليين يتحسسون رؤوسهم ومستقبلهم السيياسي، الأمر الذي دفع بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا الى التحرك ميدانيا وبسط سيطرته كليا على محافظة عدن الاستراتيجية، عبر عملية عسكرية انتهت بانسحاب القوات المحسوبة على حكومة هادي وسط خيبة كبرى، واتهامات متبادلة بشأن الموقف السعودي الذي بدا متواطئا مع سيطرة الانتقالي الجنوبي.
- الموقف السعودي يبدو غريبا، فمن جهة فإن ما حدث في عدن كان على الضد من المصلحة السعودية التي تدعم حكومة هادي وتستخدمها كذريعة في الحرب على اليمن، ومن جهة فإن خسارتها تعني اضعاف ما يسمى بالشرعية، ومن حولها من الاطراف اليمنية المخدوعة بالسعودية.
لكن في التحليل الاشمل، فقد بات جليا ان التدخل العسكري السعودي والاماراتي في اليمن يهدف الى نهب الثروات والاستفادة من الموقع الاستراتيجي، كالموانئ والنفط والجزر..وبتكامل بين الحليفين، فالامارات لها عدن حيث الميناء المهم الذي قد ينافس ميناء جبل علي في دبي حال استقرت الدولة اليمنية، بينما الرياض تجهد باتجاه السيطرة على المهرة وحضرموت، وتحاول العمل على انشاء انبوب نفطي لنقل نفط السعودية والخليج بعيدا عن المضايقات الايرانية في مضيق هرمز.
وللأسف فإن مطامع هذا الحلف الشيطاني لن يكتب لها الديمومة الا اذا تمزقت اليمن الى دويلات وكانتونات صغيرة يسهل السيطرة عليها وادارتها من الخارج، وما حديث البعض عن توجه لفصل جنوب اليمن عن شماله الا بداية لهذا المخطط.
_ منذ الاحتلال السعودي الاماراتي لمحافظات الجنوب قبل اربعة أعوام، عملت الامارات تحديدا على انشاء الحزام الأمني الذي احكم سيطرته على محافظة عدن رغم اعتراض حكومة هادي، وفيما بعد وبدعم اماراتي تشكل المجلس الانتقالي الجنوبي ليضم الاصوات المتطرفة التي تدعو الى استقلال الجنوب عن الشمال مهما كان الثمن. ومن اللافت ان قيادات المجلس لم تكن اصيلة في الحراك الجنوبي الذي تخلق منذ العام 2007 وحظي بتعاطف القوى الوطنية اليمنية المعارضة للنظام السابق، الذي سقط جناحه الأول في 2011، وجناحه الآخر في 2014.
غير ان شخصيات سياسية جنوبية كثيرة ركبت موجة الحراك الجنوبي، ورهنت نفسها للخارج، ومنها العناصر التي تشكل منها المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي لا يخفي ولاءه للامارات وحاكم ابوظبي محمد بن زايد.
وللعلم فإن للحراك الجنوبي عدة فصائل أخرى بعضها يدين بالولاء للسعودية، والبعض الآخر يحظى بدعم ايراني، بينما العناصر المستقلة قليلة ومحدودة التأثير.
كاتب وباحث سياسي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox