يرسمون حدودا لفكرة الشراكة في منطقة المحيط الهادئ الهندي"، عنوان
مقال بافيل تاراسينكو، في "كوميرسانت"، حول الاختلاف الجوهري في رؤية أمريكا
وروسيا وآسيان للتعاون في المنطقة.
وجاء في المقال: توجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بانكوك،
أمس الثلاثاء، للمشاركة في أعمال رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). سيكون هناك أيضا
وزير خارجية الولايات المتحدة مايكل بومبيو، الذي ستتاح له الفرصة ليوصل لزملائه جوهر
المفهوم الأمريكي حول منطقة المحيط الهادئ الهندي، الذي تروج له واشنطن.
في الثاني من يوليو من العام الماضي، أوضح وزير الدفاع الأمريكي آنذاك،
جيمس ماتيس، أن المفهوم يعني، على وجه الخصوص، أن يساعد الأمريكيون شركاءهم "في
بناء القدرات البحرية وضمان الامتثال للقانون، بهدف مراقبة النظام الحالي في البحر
وحمايته"، وتعزيز تكامل القوات المسلحة وسيادة الحقوق والمجتمع المدني، وكذلك
"تنمية الاقتصاد القائم على القطاع الخاص". علما بأن الأمريكيين يشملون في
مفهومهم دول آسيان وأستراليا والهند واليابان.
في موسكو، كما في بكين، يُنظر إلى هذا المفهوم
بعين الريبة. فقد قال سيرغي لافروف أكثر من مرة: من خلال الترويج لهذه الصيغة، تحاول
الولايات المتحدة "جر الهند إلى مواجهة مع الصين"، وإضافة "الأستراليين
الموافقين على كل شيء" واليابانيين، وكذلك حرمان آسيان من دورها المركزي في حل
مشاكل الأمن الإقليمي.
في آسيان، لا يعارضون مصطلح الهادئ الهندي،
بحد ذاته، ولكن يفسرونه بشكل مختلف عن الولايات المتحدة. فقد تم الاتفاق على منهج موحد
في قمة يونيو التي عقدت أيضا في بانكوك، حيث ذكر بيان قادة الدول الحاجة إلى
"تعزيز الدور الرائد لآسيان في إقامة علاقات مع شركاء خارجيين في المنطقة"
وفي الصدد، قال رئيس مركز جنوب شرق آسيا
وأستراليا وأوقيانوسيا بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، دميتري
موسياكوف، لـ "كوميرسانت": "البيان الذي تم تبنيه في قمة آسيان، أكثر
ملاءمة لروسيا. يتمثل الموقف الأمريكي في تحويل المنطقة إلى كتلة عسكرية، ومسرح للعمليات
العسكرية، بهدف عزل الصين. فيما تسعى آسيان إلى خلق مساحة مشتركة، تذكرنا إلى حد ما
بالتعاون الاقتصادي بين آسيا والمحيط الهادئ. هذا هو ما يمكن لروسيا المشاركة فيه وإيجاد
منافذ مناسبة لنفسها"...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق