آخر الأخبار

موقع أحداث اليوم الإخباري

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2019

"النجار" .. ناشط إنساني في دمنة خدير يقف وحيداً لمساعدة مصابي "حمى الضنك"



نقلاً عن الموقع بوست - محمد الصهباني.. 
يعرفه الكثيرون من أبناء منطقته في "الدمنة" مركز مديرية خدير، بتعز، وجهاً مألوفاً، وقلباً نابضاً بالخير، وناشطاً إنسانياً، بتقدير عال من "السمو الإنساني"، في مساندة الآخرين بقدر إمكاناته المالية المتاحة، منها مساعدته طلاباً يتامى، وغير يتامي، فشلوا في الحصول على مستلزمات العام الدراسي الجديد، بمسح رأس يتيم هنا، ويتيم هناك، وإسعاده بمستلزمات دراسية، وأشياءً أخرى لايعلم عنها إلا الله. أجل.
"النجار"، شأنه شأن آلاف الشباب، ممن ظلوا، ولايزالون تحت خدمة اليمن، تنكّرت لهم الدولة، ولم تنصفهم حتى بـ" درجة وظيفية" يستحقونها بجدارة، لكن "النجار" تجاوز سياسة إهمال الدولة له، وبدأ يبني نفسه بنفسه، لما من شأنه الاعتماد على مصدر معيشي له، ولأسرته الكريمة، وهو اليوم، يمارس أعمالاً حرة، إلى جانب نشاطاته الإنسانية، والتي لم يتخل عنها، إذ استطاع التوفيق بينهما.
في منتصف الشهر الماضي، كان أهالي المدينة قد أجمعوا على تزكيته أميناً مالياً لصندوق مبادرة مجتمعية شعبية، هدفت للحد من انتشار جائحة حمى الضنك. وفيما كانت الحملة تستعد للقيام بمهمتها، تلقى المشرفون عليها، ضغوطات من قبل شخصيات رسمية تطالبهم بتسليم مبالغ مالية تبرعت بها شرائح مختلفة، إسهاماً منها لدعم حملة نظافة المدينة، ما حدا بمشرفي الحملة إلى رفض تسليم هذه الأموال إلى شخصيات، قالوا إنها اشتهرت بالفساد في المنطقة.
ضغوطات، وجدت طريقها إلى الفشل الذريع، في مقابل تفاقم انتشار فيروس حمى الضنك، والذي لايزال يحصد الكثير من الأبرياء، وسط صمت رسمي مخزٍ، فكان " النجار" أن استنهض الواجب الأخلاقي، والإنساني، كما عهده الأهالي، ووقف وقفة" ألف رجل"، إن جاز التعبير، وأعلن التكفل بعلاج الفقراء ممن أصيبوا بـ" الفيروس " في نطاق منطقته " الدمنة" على نفقته الخاصة.
وقال في منشور له بالفيسبوك:" أي فقير مصاب بحمى الضنك ولم يجد حق العلاج، أنا مستعد أعالجه وبدون أي فرق أو دعم من أحد ..من جيبي الخاص".
مبادرة لاشك بأنها عرّت فساد المجلس المحلي، والذي لايزال يمارس موقفاً مخزياً، وسط أنباء غير رسمية عن وفاة العشرات من الحالات المصابة بهذا الفيروس القاتل.
لايمتلك " محمد النجار " أموالاً بنكية، ولاعقارات، بل يتمتع بضمير إنساني، دفعه إلى مساعدة أبناء جلدته، بقدر إمكاناته، وهنا تتجلى التضحيات الفردية، والفريدة، في شخص هذا النجار محمد، والذي، كان، ولايزال، وسيظل، رمزاً خديراً، أنجبته البلدة قبل أربعة عقود.
-------




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox