آخر الأخبار

موقع أحداث اليوم الإخباري

الاثنين، 13 يناير 2020

قابوس الخير ومبادرة علاج جرحى صالة العزاء ...


بقلم – شايف  القانصي ..
سلطان الخير والعطاء، وسلطان القلوب ورمز السلام في ذمة الله ..خبر حزين في ليلة باردة، ، ومشاعر لا يمكن وصفها، رحيل (قابوس) سلطان الوفاء والمحبة والحكمة هذا ما أعلنه ديوان البلاط السلطاني مساء الجمعة الماضي ، لتذرف الأعين أغلى الدموع على قابوس الخير والسلام ، لقد خلّف رحيل السلطان قابوس جرحا لا يندمل في القلب لاسيما في قلوب جرحى مجزرة صالة العزاء الذين تلقوا العلاج في ارض السلطانة .
رحل السلطان قابوس طيب الله ثراه  حقيقة لابد ان نأمن بها  وهي سنة الله تعالي في خلقة  بعد أن ترك بلادا متقدمة مزدهرة تنعم بالأمن والأمان، وبعد أن آخى بين أبناء شعبه؛ فلا فرقة ولا تفريق، وبعد أن رسخ المساواة بعيدا عن كل طائفية ومناطقية وقبلية، معتبرا شعبه أبناء له حتى أضحى العماني  في رخاء وازدهار ..رحل قابوس و لم يخُض أي حرب، وكان دائم الحرص على تقريب وجهات النظر؛ لإدراكه أن الحلول السياسية أنجع من الحلول العسكرية، وأن السلام مبدأ أصيل وأحد الثوابت في السياسة الخارجية للسلطنة بعيدا عن الأزمات والصراعات التي شهدتها المنطقة وكان له مبادرة طيبة تجاه الشعب اليمني  منها رفضه المشاركة في العدوان ضد اليمن بالإضافة الى  المبادرة  التي خففت من الم ومعاناة جرحى  مجزرة صالة العزاء   بتلقيهم العلاج في مستشفيات السلطنة تلك المبادرة  التي لاتزال خالدة في  الاذهان ..
 ان المواقف الانسانية هي التي تلزمك ان تثني علي شخص موقفي من ضمن مواقف لا تعتد ولا تحصى لسلطان الوفاء فقيد الأمه العربيه  والأسلاميه فقيد الشعب اليمني والعماني وأنا اليوم بوصفتي أحد جرحى الصاله الكبرى الذين تلقوا العلاج في السلطنة  اعبر عن حزني الشديد لرحيل رجل وقامة بحجم السلطان قابوس واتذكر انه وبهد ارتكاب قوى العدوان لجريمة قصف قاعة العزاء وأمتلئت المشافي بالشهداء والجرحى  عندها  وجهت وزارة الصحة اليمنية نداءات عاجله لدول العالم بالاستغاثة ومطالبة دول تحالف  العدوان بالسماح بنقل الحالات الحرجة من جرحى قاعة العزاء   نظراً لعدم وجود الأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة لمعالجة الجرحى  إلا ان نداء الاستغاثة لا مجيب له وتعنت دول التحالف كان هو المسموع بحصاره الجائر علي اليمن براً وبحراً وجواً .
ولكن هناك من سمع نداء الاستغاثة وشاهد هول الجريمه  والدماء التي تسيل والجثث المحروقة والأشلاء المتقطعة والمتناثرة  فأباء ان  لا يقف  مكتوف اليدين أمام هذه  هول المناظر والمطالبات فاصدر مبادرته الإنسانية وإصر علية  وتفاجئنا بمبادرة صاحب النخوه  العربيه  والأنسانيه التي انعدمت عند كل من ادعاء الانسانية  ففي  السادس عشر من اكتوبر من العام 2016م أي بعد جريمة قصف الصالة بأسبوع  أرسل جلالة السلطان  قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عُمان طائرتان خاصه تابعه للسلاح الجوي العماني لنقل جرحى الصاله الكبرى لتلقي العلاج بمشافي السلطنه
وفتح أبواب المشافي وسخر كوادرها لخدمة جرحى الصاله الكبرى . وقبلها جرحى مساجد الحشوش وبدر وجرحى اليمن بشكل عام ...إلا انني اتحدث عن هذه الحادثة كوني احد جرحى الصالة الكبرى الذي كان علاجي يستدعي السفر خارج اليمن نظراْ لإصابتي الخطره  ولم تتوقف توجيهات  واهتمام   ومبادرة السلطان قابوس عند تلقي  الجرحى للعلاج داخل السلطنة  فقط، بل كانت  توجيهاته  بسفر عدد من الحالات تستدعي السفر خارج السلطنه وكنت انا احد من تم سفره إلي المملكة التايلاندية لتلقي العلاج علي نفقة السلطنة  هذه المواقف  وغيرها الكثير هي من تلزمك والزمتني بالمدح والثناء لهذا القايد العملاق السلطان واخر السلاطين   الحكماء ..نعم لقد رحل قابوس وخسرته الدول العربيه واليمن وليس عمانُ فقط من خسرته  ولكن تبقى اثارة الطبية الى قيام الساعة ..
وختاماً بأسمى شخصياً ونائبتا عن جرحى الصالة الكبرى وكل جريح يمني  اقول وداعاً أيها القائد العظيم يرحل الأبطال و تبقى الأوطان و ستبقى عمان شامخة مدى الزمان.. تعازينا لكل محب لعمان الثقافة والتاريخ والأصالة .. ونسأل الله أن يلهم الشعب الشقيق الصبر والسلوان ويجعل الفردوس الأعلى مثوى قائد النهضة العمانية..
الأسيف/
شايف بن ناصر القانصي
احد جرحى العدوان السعودي علي اليمن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox