آخر الأخبار

موقع أحداث اليوم الإخباري

الأربعاء، 8 يوليو 2020

البيان الختامي لندوة مجزرة تنومة :الجريمة كانت جريمة سياسية في المقام الأول..



أحداث اليوم – صنعاء – خاص
أكد البيان الختامي لندوة مجزرة تنومة ومئة عام من العدوان السعودي على اليمن وعلى حجاج بيت الله الحرام التي نظمها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني أن جريمة تنومة كانت جريمة سياسية في المقام الأول أراد من خلالها ابنُ سعود ومن خلفه بريطانيا إرهاب اليمنيين وإيصال رسالة رعب جامحة إلى قلوبهم، لتمرير أهداف استعمارية، كان منها تأديب حكومة اليمن آنذاك التي كانت عصية على سياسات بريطانيا، وتمكين ابن سعود من حكم الجزيرة العربية، وفصل اليمنيين عن الحرمين الشريفين، بغية تعطيل وعرقلة ومنع الحج، وصرف اليمنيين عن تحرير أراضيهم المحتلة في الجنوب، وفي بعض مناطق عسير آنذاك.
وجاء في البيان الختامي للندوة  أن عدوان الكيان السعودي على اليمن تنفيذا لرغبات المستعمرين من الغرب الكافر، لم يبدأ في 26 مارس 2015م، بل بدأ في 17 ذي القعدة سنة 1341هـ الموافق 1 يوليو 1923م عندما قتل عبدالعزيز بن سعود وجنوده أكثر من 3000 حاج يمني بغيا وعدوانا، منهم 900 شهيد ذُبِحوا ذبحا بالسكاكين، في دلالة واضحة على جذور داعش والقاعدة المتأصِّلة في هذا الكيان السعودي.
-تبين أن ابن سعود وحده هو الشخص الوحيد الذي كان يمكنه اتخاذُ قرار خطير بمثل ذلك الحجم، المتمثل بارتكاب جريمة إبادة جماعية للحجاج، وقد دلّت دلائلُ وأماراتٌ بأنه كان العقل المدبِّر لتلك المجزرة، وأن تظاهره بالبراءة منها كان مشهدا من مشاهد مسرحية قرن الشيطان، كما تبين أن الأدوات التكفيرية المنفذة للمجزرة البشعة كانت تحمل الإيديولوجية الوهابية التكفيرية والعنفية، التي ترى في المسلمين عموما وأهل اليمن خصوصا مشركين مباحي الدم والعرض، وقد سبق المجزرة عددٌ من الحوادث ضد الحجاج اليمنيين وغيرهم منذ ظهور الوهابية وإلى يومنا هذا، وكُتُبُ مؤرخي الوهابية خيرُ شاهدٍ على تكفيرهم للمسلمين واستباحتهم لحرمتهم وحرمة أعراضهم ودمائهم.
- لقد عملت بريطانيا بشكل مباشر وغير مباشر على حصار حكومة الإمام يحيى آنذاك، وشغله عن تثبيت حكمه وحصاره؛ لكي لا يتمكن من تحرير الجنوب المحتل، وحتى لا يشارك اليمنيون في الدفاع عن الأماكن المقدسة عندما يجتاحها ابن سعود لاحقا، وقامت السياسة البريطانية على سياسة فصل اليمن عن الأماكن المقدسة، كما عملت بريطانيا على تشكيل الوضع السياسي في شبه الجزيرة العربية آنذاك بجعل ابن سعود أقوى حكام شبه الجزيرة وحصار الإمام يحيى وإضعافه؛ لتتمكن لاحقاً من تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين.
- تبين أن ابن سعود وحده هو الشخص الوحيد الذي كان يمكنه اتخاذُ قرار خطير بمثل ذلك الحجم، المتمثل بارتكاب جريمة إبادة جماعية للحجاج، وقد دلّت دلائلُ وأماراتٌ بأنه كان العقل المدبِّر لتلك المجزرة، وأن تظاهره بالبراءة منها كان مشهدا من مشاهد مسرحية قرن الشيطان، كما تبين أن الأدوات التكفيرية المنفذة للمجزرة البشعة كانت تحمل الإيديولوجية الوهابية التكفيرية والعنفية، التي ترى في المسلمين عموما وأهل اليمن خصوصا مشركين مباحي الدم والعرض، وقد سبق المجزرة عددٌ من الحوادث ضد الحجاج اليمنيين وغيرهم منذ ظهور الوهابية وإلى يومنا هذا، وكُتُبُ مؤرخي الوهابية خيرُ شاهدٍ على تكفيرهم للمسلمين واستباحتهم لحرمتهم وحرمة أعراضهم ودمائهم.
- عمد النظام السعودي إلى تغييب مجزرة الحجاج الكبرى (تنومة) بالترغيب والترهيب، فغاب ذكرها عن المناهج والدراسات والمنابر وعن الوعي الشعبي والرسمي، كل ذلك بتواطؤٍ من السلطات اليمنية المتعاقبة، وهو أمر يشير أن هناك الكثير من القضايا والممارسات السعودية في حق اليمنيين لا تزال غامضة، وتحتاج إلى من يعمل على كشفها وتوضيحها.
- لم يفتأ الكيان السعودي منذ إنشائه على يد بريطانيا عن عرقلة الحج، ومنعه، وتعطيله، إما بقتل الحجاج كما في تنومة وغيرها، أو عرقلتهم، وتهديد أمنهم، وافتعال المشاكل لهم، أو بمنعهم وتسيسس الحج، و(سَعْوَدَته)، و(أمركته)، وليس عجيبا أن تبدأ هذه المئة عام بقتل حجاج اليمن في تنومة في 1341هـ، وتختتم بمنع جميع حجاج المسلمين عن الحج في عام 1441هـ؛ وذلك أمر يسقط ولايتهم الواقعية على المشاعر المقدسة، بالإضافة إلى سقوط ولايتهم الشرعية أصلا؛ لأنهم أبعد ما يكونون عن صفة المتقين، والله تعالى يقول: (وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون).
-تعتبر هذه الجريمة بحسب القانون الدولي من الجرائم ضد الإنسانية، ومن جرائم الإبادة الجماعية، وهي جرائم لا تسقط بتقادم العهد.

توصيات الندوة :
أولا: يوصي المشاركون والحاضرون في هذه الندوة بالعمل على تخليد هذه الجريمة في ذاكرة الأجيال، من خلال إقامة النصب التذكارية للمذبحة، وإنتاج الأفلام والمسلسلات التي تجسدها، والاستفادة من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر مساحة الوعي بها، وإدراجها ضمن المناهج الدراسية، والمفردات البحثية، وإقرار يوم وقوعها ذكرى سنوية، وغير ذلك من وسائل تقوية الذاكرة الوطنية وتمتينها في مواجهة هذا الكيان المعتدي والعميل لأعداء الأمة من اليهود والنصارى.
ثانيا: مراجعة كلِّ الدراسات التي تناولت تاريخ العلاقات اليمنية السعودية واستكمال النقص فيها، وتصحيح الزائف منها، ومنها فضائح الوهابيين وآل سعود بحق أهل اليمن خاصة والأمة عموماً.
ثالثا: اعتبار مجازر النظام السعودي في تنومة وفي هذا العدوان القائم ضد شعبنا دَيْنا على رقابنا يلزم كلَّ يمنيٍّ حرٍّ أداؤُه بالتحرُّكِ الجادِّ والفاعل في مواجهة هذا العدوان الهمجي القائم حتى الانتصار المؤزَّر، فالانتصار لشهداء تنومة هو بجهاد هؤلاء المعتدين اليوم، والتنكيل بهم، وطردهم من بلادنا الحبيبة شمالا وجنوبا، كما ندعو العرب والمسلمين إلى الاستمرار في الإعداد للمنازلة الشاملة حتى إسقاط هذا النظام السعودي المجرِم، ومساعدة شعب الجزيرة العربية في اختيار نظامه العادل؛ لأن بقاءه شكَّل ويشكل خطرا قائما على الإنسانية عموما وعلى شعب الجزيرة وأهل اليمن خصوصاً.
رابعا: دعوة جيشنا ولجاننا الشعبية إلى تنفيذ عمليات ردعية نوعية واستراتيجية، تحمل اسم (شهداء تنومة)؛ وذلك أمرٌ يبيِّن للعدو والصديق أننا قومٌ لا ننسى شهداءنا، وأن استشهادهم يعتبر وقودَ وعينا، وأساسَ استنهاض واسيقاظ أمتنا نحو مواجهة أعدائها الحقيقيين.
خامسا: دعوة الجهات الرسمية، والمؤسسات البحثية والتعليمية والمؤرخين والباحثين والكتاب الأحرار إلى بذل الجهد ورصد الموازنات لكشف الحقائق المغيبة في إطار العلاقات اليمنية السعودية، وكشف الحقائق المغيّبة منها، وفضح الزيف الذي روَّج لها السعوديون وعملاؤهم من الكتبة المأجورين فيها.
سادسا: البدء بخطوات عملية لملاحقة نظام آل سعود قانونيا وقضائيا أمام المحاكم المحلية، والدولية، وإعلان إلغاء معاهدة الطائف واتفاقية جدة نظرا لانتهاك السعودية لبنودهما، وإلزام نظام آل سعود بالاعتراف بجريمة الإبادة هذه عبر مختلف الأطر السياسية والحقوقية والإعلامية، والكشف عن مصير رفات الشهداء في تنومة، والعمل على استعادته، أو إقامة مقبرة رمزية لهم في المكان الذي استشهدوا فيه، والعمل على اعتراف إقليمي ودولي وعالمي بالمذبحة بوصفها تمثل جريمة ضد الإنسانية لا تعني اليمني فحسب بل تعني كل البشرية، والتنسيق بين المنظمات الحقوقية اليمنية ومثيلاتها العربية والأجنبية لخلق رأيٍ عامٍّ مساند ومؤيد ومتعاطف مع موقف اليمن من المذبحة، واستمرار جمع الوثائق المتعلقة بجريمة الإبادة وفرزها وأرشفتها ورقيا وإلكترونيا تمهيدا لعرضها على محكمة الجنايات الدولية، وغيرها من محاكم الدول ذات الاختصاص العالمي، وتشكيل هيئة أو جمعية تمثل أقارب الشهداء في تنومة تعنى بملفهم القانوني ومقاضاة النظام السعودي.
سابعا: يعتبر المشاركون في الندوة منع آل سعود لأعظم فريضة من فرائض الإسلام، وهو الحج في هذا العام، وتعطيله، وإلغاءه، بشكلٍّ فج ومنفرد، وضد رغبة جميع شعوب العالم الإسلامي، أمرا مدانا ومستنكرا، وظاهرة خطيرة وغير مسبوقة في تاريخ الأمة إلا بشكل نادر، وعليه فإن المشاركين يدعون شعوب العالم الإسلامي إلى العمل على نزع ولاية آل سعود العملاء الأشرار على المشاعر المقدسة، وتولية المتقين الأحرار لإدارتها؛ ليؤدي الحج رسالته السامية، والفاعلة في تكوين الأمة القوية الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر.
صدر هذا البيان الختامي لندوة (مجزرة تنومة ومئة عام من العدوان السعودي على اليمن وعلى حجاج بيت الله الحرام) بصنعاء يوم الذكرى المئوية الأولى لمجزرة الحجاج الكبرى في تنومة، في الـ17 من ذي القعدة 1441هـ.
والله نسأله النصر على المعتدين من الأمريكان والصهاينة وأذنابهم آل سعود وآل نهيان، ومرتزقتهم المنافقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Adbox