بقلم – أ- حسن الوريث ..
جاءت صديقتنا العصفورة اليوم في موعدها المحدد لكنها كانت منزعجة جدا
وحين سألها أصدقائنا الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة عن سبب انزعاجها؟.. قالت
كنت اليوم أمر في بعض شوارع واحياء صنعاء القديمة فوجدت منظرا ازعجني كثيرا وهو العبث
بالمياه وبشكل يؤلم فعلا .. قلت لها كلامك صحيح وقد سبق أن كتبت عن هذا الموضوع وذلك
العبث الكبير بالمياه واللامبالاة التي تتعامل بها مؤسسة المياه مع هذا الأمر.
قالت صديقتنا العصفورة مايؤلم أكثر هو أن كمية المياه التي تهدر أكثر
من كمية المياه التي يستفيد منها الناس حسب ما سمعت من المواطنين هناك وشاهدته بنفسي
فقد كانت الشوارع مليئة بالمياه ومن يشاهد الأمر يظن أن أمطار غزيرة هطلت على صنعاء
وان هذه المياه ناتجة عن ذلك بينما في الواقع هي نتيجة ضخ المياه إلى تلك الأحياء والشوارع
فقاطعها صديقنا الصغير عبد الله مؤيدا لكلامها حيث قال .. كلامك اكيد وانا لمست ذلك
كثيرا عندما اكون هناك مع والدي العزيز وقد سمعته في إحدى المرات يتحدث مع احد مسئولي
المؤسسة المحلية للمياه الذي برر الأمر بأن شبكة انابيب المياه متهالكة وتحتاج إلى
تبديل وتجديد وان ظروف العدوان والحصار هي سبب عدم قدرة المؤسسة على إجراء الصيانة
اللازمة لها أو تبديلها بشبكة جديدة .
قلت لصديقتنا العصفورة وصديقنا العزيز عبد الله لقد سمعت هذا الكلام أكثر
من مرة وصار هو الاسطوانة المشروخة لتبرير العجز عن قيام اي جهة بمسئولياتها وهو المبرر
الجاهز لدى الكثير من المسئولين الفاشلين والشماعة التي يعلق عليها هؤلاء عجزهم وفشلهم
وهروبهم من مسئولياتهم وواجباتهم في مختلف الوزارات والمؤسسات والجهات رغم ان العملية
لا تحتاج الا إلى رغبة ونية صادقة حينها سيكون النجاح مضمون وسنتغلب على كل الظروف.
قالت صديقتنا العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله.. ماهي المشكلة في عدم
قيام مؤسسة المياه بعملية استبدال وصيانة لشبكة المياه في صنعاء القديمة؟.. قلت لهما
المسألة تتعلق بعدم وجود النية الصادقة والإرادة لدى مسؤولينا في دراسة مشروع إعادة
تأهيل واستبدال وصيانة لشبكة المياه في صنعاء القديمة ومن ثم تقديمه إلى جهات مانحة
أو وضع بديل للتمويل من المؤسسة وايراداتها او غير ذلك حفاظا على مدينة صنعاء ومبانيها
التي تتأثر جراء هذه المياه التي تتسرب إلى أساسات البيوت وقد تؤدي إلى انهيارها حينها
تحدث الكارثة الكبرى التي نخشاها جميعا وحينها أيضا لن يكون هؤلاء الأشخاص بمنأى عن
المسائلة القانونية والأخلاقية لأنهم باهمالهم وعجزهم وفشلهم بل وصمتهم أحد أسباب تلك
الكارثة لو حدثت وانا اتوقع ان تحدث واقرب دليل تلك المباني التي انهارت بسبب الأمطار
التي شهدتها صنعاء العام الماضي
وكنت أرفع صوتي إلى درجة ان اصدقائي الصغار أمة الله وعلي وفاطمة الذين
كانوا يتابعوننا استغربوا وخافوا وقد شاهدت ذلك في نظراتهم ما جعلني اخفف من نبرات
صوتي وأعود إلى هدوئي وأكمل حديثي متوجها إلى العصفورة وصديقنا الصغير عبد الله عن
موضوع ذلك العبث بالمياه والعجز من المسئولين.
ولاشك أننا في ختام حلقتنا الثانية من سلسلة فلاشات رمضانية نتوجه انا
وأصدقائي الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة وصديقتنا العصفورة إلى الجهات العليا
ولكل من يهمه الأمر بضرورة وضع الحلول لما تعانيه مدينة صنعاء القديمة من تسرب للمياه
والعمل على تنفيذ مشروع لاستبدال وصيانة شبكة المياه التي تدهورت والتي تهدر المياه
بهذا الشكل المؤلم والمزعج وقد تتسبب في تدمير صنعاء القديمة ومبانيها التي تعتبر من
أهم المدن التاريخية في العالم وتراثا انسانيا يجب علينا ان نحافظ عليه لا ان نهمله
وكل منا يدير ظهره والبعض يتحجج بالعدوان لتبرير عجزه ..
نتمنى ان تكون رسالتنا وصلت وان نرى قريبا معالجة جذرية لهذه المشكلة
بعيدا عن تلك المشاريع الصغيرة الكاذبة والوهمية وان يأتي اليوم الذي تصل فيه المياه
إلى كافة أحياء ومناطق وشوارع صنعاء القديمة دون أن تتسرب معظمها ودون ان نشاهد تلك
المناظر للعبث بالمياه.. فهل يمكن ان يحدث ذلك؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق