بقلم - توفيق المحطوري
لا شك أن العدوان أتى على اليمن شمالاً وجنوباً وبعد أحداث عام 2015م
التي قضت بسيطرة التحالف على المحافظات الجنوبية وإعلان تحريرها من أبنائها واستلام
التحالف زمام الأمور في إدارة شؤونها تارة باسم ما تسمى الشرعية وتارة أخرى باسم الانتقالي..
حينها اتفق الجميع على حرب حكومة المجلس السياسي الأعلى بهدف إسقاطها وتحرير صنعاء
حسب زعمهم..
ولكن المتابع الذي يقرأ المشهد اليمني شمالاً وجنوباً يدرك حجم العدوان
الكبير على اليمن كاملاً ويلاحظ تأثيره على المحافظات الجنوبية التي أعلن التحالف تحريرها
ووعد ببنائها والنهوض بها..
ولكن وللأسف فإن ما عجز عن تحقيقه في صنعاء والمحافظات الخاضعة لحكومة
المجلس السياسي نراه واقعاً سيئاً يعيشه أبناء المحافظات الجنوبية، فما تتعرض له المحافظات
الجنوبية من حرب هي أخطر بكثير وأشد فتكاً من ضربات الطيران والحرب المباشرة..
حيث يتم استهداف أبناء ورجال وشباب وكل فئات المجتمع في المحافظات الجنوبية
عبر وسائل وطرق كثيرة ومتعددة، منها الزج بهم في حروب التحالف ضد حكومة المجلس السياسي..
وفي حروب داخلية بين ما يسمى الشرعية أو الإصلاح والانتقالي.. وفي صراعات مناطقية وقبلية
وسياسية.. وكذلك عبر الاختلالات الأمنية للقضاء على كوادر ورجالات البلد..
كما تتعرض فئات المجتمع إلى استهداف عبر الحرب الناعمة والرياح الباردة
من خلال الحبوب والمخدرات ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تستهدف القيم والأخلاق
والسلوك.. ويتعرض المجتمع أيضاً لحرب اقتصادية وعلى مستوى الخدمات وعلى المستوى التعليمي
والتربوي والاجتماعي من خلال تدمير المؤسسات وإثارة الصراعات والخلافات بهدف الاستمرار
في تدمير تلك المحافظات وعدم استقرارها وقتل أبنائنا.
فالحقيقة أنه رغم الحرب على حكومة المجلس السياسي الأعلى العسكرية والأمنية
والاقتصادية إلا إن وضع المحافظات الخاضعة للمجلس السياسي أفضل بكثير من المحافظات
الجنوبية الخاضعة للاحتلال الإماراتي – السعودي بل نعتقد أن المحافظات الجنوبية هي
من تدفع ضريبة العدوان على اليمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق